"أندرو هيغنز"، هو شخصية غير معروفة إلا قليلاً، والذي كان الجنرال "آيزنهاور" الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية يقول عنه أنه هو من فاز بالحرب العالمية الثانية !
ولد أندرو هيغنز عام 1886م، وهو من نسل مهاجرين أيرلنديين في الولايات المتحدة، كان رجلا عصاميا، بدأ في إدارة أعماله الخاصة في سن 24، وأسس شركته للإستيراد والتصدير في سن 36.
أسس فيما بعد مصنعا للمراكب الشراعية وطور نوعا من القوارب سماه "يوريكا"، وهو قارب بمحرك مخصص للمياه الضحلة ومناطق المستنقعات، قوي وخفيف وسهل الإستخدام.
إستخدمه خفر السواحل في خليج المكسيك، ثم عرضه على الجيش الأمريكي الذي كان في حاجة لنموذج من المعدات التي تمكنه من الهجوم السريع على الشواطئ خلال الحرب العالمية الثانية. حاول هيغنز بعد ذلك الفوز بهذا العقد ولكن تعين عليه محاربة البيروقراطية العسكرية والتواطؤ الذي يسود آنذاك في عقد صفقات الجيش.
فاز هيغنز بتلك الصفقة عام 1942 بعد مقارنة بين نموذجه ونموذج أولي من البحرية الأمريكية نفسها.
في مايو 1943 بدأت مصانعه تعمل على مدار 24 ساعة في اليوم لتصنيع "قارب هيغنز" وهو مركب عسكري من الطراز الرفيع. يمكن لهذا المركب المسطح ،بطول 11 متر وعرض 3 متر، أن يستوعب 36 جنديًا ويواجه بحارًا قاسية ويهاجم الشواطئ في أقل من 4 دقائق. مما مكن الجيش الأمريكي ومن معه من الحلفاء من التحكم في مسار الحرب من خلال الهجوم التكتيكي المباغت وبأعداد كبيرة، حيث أنه في هجوم واحد هبط حوالي 1500 قارب بحمولة 130.000 رجل بأسلحتهم وعتادهم.
إستخدم هيغنز خلال تلك الفترة عدة مصانع في "نيو أورلينز" و 20.000 عامل تم تشجيعهم على الجد والعمل المستمر بفضل الأجر الجيد وغياب عدم المساواة في الأجور بين البيض والسود والنساء والرجال.
بعد الحرب، ولعدم وجود منافذ وأسواق، لم يبق من تلك المصانع كلها إلا مصنع واحد ب 75 عاملاً فقط، واستسلم هيغنز للمرض في عام 1952 في سن 65 عامًا.
لم تبقي "نيو أورلينز" على أي أثر لهذه الشخصية، ولم يتم تكريم ذاكرتها أو حتى محوها من قبل البحرية الأمريكية.
إرسال تعليق